راغب علامة و "تلاميذ الراهبات"
"تلميذ راهبات" (وفي مواضع أخرى "تلميذ بوزانسون") تعبير شعبي يُستعمل حين يُراد انتقاد شخص لا يستوفي أيّاً من مواصفات "تلميذ الراهبات"، بينما يرى هو نفسه أعلى منزلة من سواه.
و "تلاميذ الراهبات" الفعليّون، معروفون عادةً بالأخلاق العالية، واللياقة الجمّة، والأدب الرفيع، وحسن التصرّف، إضافةً طبعاً إلى المستوى التعليمي والتربوي الرفيع.
كان للفنان راغب علامة في الأيام الماضية، "فرصة" التعرّف على مجموعة من "تلاميذ الراهبات" (بالمعنى المجازي للعبارة)، الذين يأخذون من حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي (لا سيّما منصّة "إكس")، منطلقاً لإظهار كلّ ما يتمتعّون به من "لياقة" و "كياسة" و "أدب" و "تربية منزليّة" و "احترام"، كلّما قرأوا أو شاهدوا أو سمعوا على مواقع التواصل تلك، ما لا يتناسب وخلفيّاتهم الاجتماعية والسياسيّة والدينيّة، فيهبّون لـ "يربّوا" من لا يشاركهم أفكارهم "الهيوليّة" ومبادئهم "الإلهيّة".
قيل الكثير، وسيقال ربما أكثر، تعليقاً على التسريب الهاتفي الذي جعل الفنان راغب علامة في وضع لا يُحسد عليه. وإذا كان علامة قد تسرّع وأخطأ، حين نسب الحديث بينه وبين الفنان الإماراتي عبدالله بالخير، إلى "الذكاء الاصطناعي"- الأمر الذي لم يُقنع حتى غير المتخصّصين بالعمل على تطبيقات الـ "AI" قبل الخبراء فيه الذين نفوا أن يكون لتلك التقنية يد في ما قيل في التسجيل - فذلك لا يبرّر "المواهب" التي أظهرها "تلاميذ الراهبات" إياهم، إن على مواقع التواصل بحقّ علامة ونجلَيْه، أو على الأرض أمام وداخل المؤسسة التربويّة التي يملكها "السوبر ستار" تحطيماً وحرقاً، والتي ربّما بعض أولئك "التلاميذ" تلقّوا علومهم فيها.
ما قاله علامة، في لحظة "مزح" (أو ربّما في لحظة "قناعة")، يقوله ويقول أكثر منه العديد من "تلاميذ الراهبات" هؤلاء، في حقّ بشير الجميّل في كلّ 14 أيلول، وفي حقّ سمير جعجع بعد كلّ مقابلة إعلامية، وفي حقّ البطريرك الماروني بعد كلّ "عظة أحد" تتضمّن موقفاً وطنياً لا يناسبهم، وفي حقّ فؤاد السنيورة كلّما أتى ذكر دور "المقاومة السياسيّة" لحكومته في "حرب تموز 2006"، وفي حقّ كثيرين سواهم. وربّما قال هؤلاء "التلاميذ" أنفسهم أكثر مما قاله راغب علامة، حين عادوا إلى ما كانت منازل لهم قبل "حرب أيلول 2024"، أو حين تسلّموا "شيكات القرض الحسن" (التي انتشرت صُوَر بعضها على "إكس") بمبالغها الزهيدة التي لا تقارن بالدمار العميم الذي لحق بأماكن إقامتهم، أو مؤسساتهم.
أخطأ من نشر اتصال علامة-بالخير للعموم؟ نعم.
أخطأ من نصح راغب علامة بمحاولة التنصّل مما قاله عن طريق "إلصاقه" بـ "الذكاء الاصطناعي"؟ نعم.
لكن، في المقابل، أحدٌ من "تلاميذ الراهبات" أولئك، لم يفطن أنّه كان ينبغي أن يكون "بلا خطيئة"، حتى يحقّ له أن "يرجمها بأول حجر".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|